الأمير حمد بن عبد اللّه بن معمر (1024-1056هـ) :

تولى حمد إمارة العيينة بعد وفاة والده عام 1024هـ وهذا الأمير كثر خلط المؤرخين في اسمه فبعضهم سماه (أحمد) والبعض الآخر أسماه (حمد) واستمر هذا الخلط عند الحديث عن أولاده الذين تولوا إمارة العيينة بعده، فمره ينسبون لأحمد وآخرى لحمد، أما الأحداث المهمة في عهده فقد خاض الأمير حمد بن عبد اللّه عدداً من المعارك والحروب بهدف ضم بعض البلدان عسكرياً للعيينة والقضاء على خصومه، وقد ألمح إلى ذلك الشاعر والفارس والأمير رميزان بن غشام التميمي أمير روضة سدير حين مدح الأمير حمد بن معمر بقصيدة  يقول فيها:
 
أزكى بني عـــبد الحمـيـد وغـيرهــم   والضد مــــن خوفــــه يظل موجــــــــلِ
حمد بن عبد اللّه أمنّا ضايف الخــــلا   أن عــض كالـوب الزمـان الـمـمحــــــلِ
ياما ســــطا وعطـــا وياما قـــــــدوطا   بمهند صافي الحديــــــد مجـنــــــــدلِ
بـراس الــذي كـر بنفـســه مايـــــــق   إذا ذل رعديــــــد الرجــــال الزُمّــــــــلِ

ولم تسجل لنا المصادر التاريخية من تلك المعارك التي خاضها الأمير حمد، والتي جعلت رميزان يشيد بقوته وسطوته في قصيدته تلك إلا حوادث قليلة أهمها :

ضم ملهم إلى ملكه بعد معركة انتصر فيها على أهل ملهم، وأجلى أمراءها آل عطاء «العطيان» إلى القصب إحدى بلدان الوشم، ثم ردهم الأمير حمد إلى ملهم بعد رؤيا رأها اقتضت ردهم ثم حصل في ملهم بعد ذلك وباء وقحط تسبب في هجرة كثير من أهلها إلى العيينة حيث أصبحت ملهم من البلدان التابعة للعيينة.

في عام 1045هـ قدم علي بن سليمان آل حمد من التويم في سدير إلى العيينة واشترى حريملاء من حمد بن معمر بستمائة أحمر ونزلها ومعه أبناء عمه سويد وحسن ابني راشد آل حمد، وجد آل عدوان والبكور وآل مبارك وغيرهم كما استقطبت العيينة بعض الرجال المشهورين كسليم جد آل عقيل قدم على حمد بن معمر من بلد التويم ونزل عنده في العيينة وأكرمه، ونشأ ابنه عقيل بن سليم، وصار أشهر من أبيه.

في عام 1045هـ وقعت معركة بين آل عساف وابن زهمول في أطراف الجبيلة، وبما أنها إحدى بلدان العيينة لا أستبعد اشتراك أهل العيينة مع أحد الأطراف المتصارعة في تلك المعركة.

في عام 1051هـ قال ابن بسام : « وفيها أغاروا آل برجس على أهل العيينة وأخذوا أغنامهم ففزعوا عليهم و لحقوهم ووقع بينهم قتال شديد وصارت الهزيمة على آل برجس ورجعوا أهل العيينة بأغنامهم وقتل من الفريقين قتلى كثيرة وتسمى هذه الوقعة بوقعة الظهيرة أما المنقور وابن ربيعه فإنهم ذكروا أن الهزيمة لحقت بأهل العيينة.

في عام 1052هـ توجه حمد بن معمر على رأس قوة من أهل العيينة إلى سدير وأخرج رميزان من أم حمار في أسفل حوطة سدير، حيث كان رميزان محصوراً فيها ومكث الأمير حمد هناك مدة من الزمن حتى هدأت الأوضاع في سدير ثم رجعا لي بلده.

كان الأمير حمد يتمتع بعلاقات جيدة مع المعاصرين له من أشراف الحجاز ، فقد حج عام 1043هـ ومعه ابن قرشي، كما أنه حج عام 1056هـ وعادة لا يتمكن من الحج من يناصب الحجاز العداء، وخصوصاً من كان من الأمراء أو القادة.


علماء العيينة وقضاتها في عهده :
من أبرز علماء وقضاة العيينة في عهد الأمير حمد : الشيخ أحمد بن محمد البسام، والشيخ عبد اللّه بن عبد الوهاب بن موسى بن عبد القادر بن مشرف ولقد اتسمت العيينة بالقوة والعمران في عهد الأمير حمد بن معمر، واستطاعت أن تتبوأ مركز الصدارة بين القوى المؤثرة في الأحداث بنجد في عصره.


وفـاتـه :
توفى الأمير حمد بن عبد اللّه بن معمر حاجاً في المغاسل في أواخر عام 1056. ويظهر أن الأمير حمد كان على رأس حملة من الحجاج من أهل العيينة وفيهم قاضيها الشيخ عبد اللّه بن عبد الوهاب الذي مات مع الأمير في نفس المكان والزمان رحمهما اللّه، وذكر ابن بسام أن الأمير حمد توفى بعد خروجه من مكة بعد قضاء الحج. وخَلَّفَ حمد ثلاثة أبناء هم دواس أمير العيينة بين عامي 1057-1058هـ ومحمد أمير العيينة عام 1059هـ المتوفي عام 1098، وعبد اللّه الذي تولى إمارة العيينة عام 1070هـ ، وخلف حمداً في إمارة العيينة أخوه ناصر.