الشاعر عبد العزيز بن سلطان بن معمر :

ولد في قصور المزاحمية في العقد الثامن من القرن الثالث عشر في المزرعة المعروفة بالمعمرية،

ونشأ فيها وكان مولعاً بالقنص والصيد، فنمت عنده هذه الهواية مهارة الرمي بالبندق فأصبح بواردياً وصار مضرب المثل في دقة إصابة الهدف بالبندق، وكان أشهر ثلاثة من آل معمر في هذا المجال، وهم بالإضافة له فهد بن معمر أمير بريدة وعبد اللّه بن محمد بن معمر رحمهم اللّه وكانت له بندق فتيل سماها (الصويدرية) اشتهرت في المنطقة فحاول شخص من آل معيوف من آل شامر أخذها، وأعلن أمام الناس أنه سيأخذ بندق ابن معمر شاء أم أبى ، ورصد له في أحد الأيام في طرف طويق وكان عبد العزيز قد خرج للصيد ومعه رجلان، وكانوا قد تفرقوا بحثاً عن الوعول (الماعز الجبلي) وكان الشامري قد كمن لعبد العزيز وأطلق النار باتجاهه ولم يصب عبد العزيز وقام بالرد فقتل الشامري ثم ذهب إلى قصور آل مقبل وكان مسرح الحدث قريباً منهم فأخبرهم ودعاهم لأخذ الحيطة واتجه إلى سدوس وأخبر آل معمر هناك وكانت علاقة آل معمر وآل شامر جيدة، فاتفق الطرفان على الصلح مقابل مبلغ مالي (ديه) ، تدفع لقشاش والد القتيل وقدرها ستمائة وستة عشر ريال ونصف، اشترك مع آل معمر في دفعها العناقر أهل ثرمداء، وتم الصلح عند الأمير عبد الرحمن بن ضبعان في ملهم في التاسع من ربيع الأول
عام 1316هـ، وصدق على الصلح الشيخ عبد اللّه بن عبد اللطيف آل الشيخ في الحادي عشر من الشهر نفسه.

 وللأسف لم تدون قصائد عبد العزيز فضاعت بموت حفاظها ولم أعثر إلا على ثلاث منها فقط : الأولى قالها عندما خرج أصحابه للقنص ولم يخبروه، فقال هذه القصيدة عاتباً عليهم :
 
ياللّه برزق سـهـل لـي مطاليـــبـــــه   مهوب عند العرب يصير له قـافـــــي
ياطول ماني على  العدلات وأجيـبــه   وأقضب لهن كل محواز  وملقـــــــاف
لين أقبل العود كن الشعف يومي به   أنا على جرة المشقـاص عــــــــراف
ياما   التوينا ببو  مـزروع وشعـيــبـــه   والفندة اللي وراه وذيك  الأطــــــراف
بأسفل محاجيب كن النجم يدوي به   لين ثار بين الفرايد ملحنا  الصــافي
بمنهمـش نتبع الريّه ونرمي بــــــــه   لين ثار حسه يجي في الخد زرجافِ
وحنا هل الصيد لي زانت مضاريبـــه   لين التوينا له مـع كـل حـجــــــــراف
وبنشـبـع الطير ونحني مخاليـبــــــه   الين ثار بارودنا في كل مشـــــــراف
يوم الغنيمي وبن عبدان وصحيبــــه   ما صادوا إلا الـوبـر مقطوع الأطــراف

ورد عليه ابن عبدان فقال :

أنــا نصيد الـوبر والجـل نحدي به   والعود لين انتزح في روس الأشعاف
بعصملي يعجب الدامي مضاريبه   يوم أن فتيلك غـوّر  حـوطـهـا طافي
كم ذيـرت بـنـدقي قـفر عوا ذيبـه   تسمع لها في خشوم طويق  زرجاف
ياعـود شـلـنـاك وادنيا مـواجـيـبـه   شلتك لغار الزحيفه فوق  الاكـتـاف
وحقه من الصيد إلى جاء الليل نسري به   يوم أن بعض العرب في مرقده غافي


وفي أحد الأيام هجم جماعة من البدو على إبل أهل المزاحمية وخرج أهل المزاحمية في طلبهم، وكان من ضمنهم عبد العزيز بن معمر خرج ومعه رمح وكان شجاعاً جريئاً فسأل أمير المزاحمية عن بندق ابن معمر فقيل له إنه رهنها عند فلان في دين عليه، فأرسل أحد الرجال لإحضارها وعاد ببندقه فاعطاها إياه ، وقال هذه المقطوعة الشعرية :
 

ياللّه أنا طــالبك نــو سـمر نــــــــــورة   يسقي لنا فندة قفر جوانبـــــــه
بياما قنصنا لها والخـد ماثـــــــــــــورة   نبعد لها الحوم ونطّـرد ربـايبـــــه
أظن يا بندقي مهـيب مشـهــــــــورة   ما تكسر العظم وتمرّق ضـرايبـه
ستين ليل وهي في الحبس مثبورة   ومنول في قرار الخــدادوج أبـــــه

وفي أحد الأيام شاهد وداعاً بين محبوبين عن بعد، ومر بالطريق فإذا بالفتاة وعيناها قد أحمرت من البكاء ، حيث كانت تلبس برقعاً فقالت له عيوني توجعني ما عندك دوى لها فقال عبد العزيز بيتين هما
 

يازين ماداويت عيني فاداويـــــك   يوم أن عيني شرهه في دواه
أحذر عشيرك بالمـداواة يـزريـــك   عين شكـت بالهـوى ذا مـــداه

وفاته:
عاش عبد العزيز حتى تجاوز الثمانين وتوفي في العقد السادس من القرن الثالث عشر وليس له عقب رحمه الله.