![]() هو أبو سعود عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن الأمير مشاري بن إبراهيم بن الأمير عبد الله بن معمر وهو شقيق سعد، وعبد اللّه، وعبد الرحمن الابن الأصغر لأمير سدوس محمد بن عبد اللّه. ![]() ولد في سدوس في العقد التاسع من القرن الثالث عشر الهجري، ونشأ فيها وتعلم مبادئ الكتابة والقراءة وحفظ سوراً من القرآن الكريم، وكان عبدالرحمن شاباً حينما بدأت السرية التي جاءت لسدوس عام 1309هـ في البحث عن الغوري ابن سعيد أحد رجال الإمام عبد الرحمن الفيصل في منزل أخيه سعد أمير سدوس في ذلك الوقت، وكان موقفه شديداً إزاء تلك السرية. ثم ذهب إلى الرياض لزيارة أبناء أخته آل سويلم هناك فصادف هجوم عبد العزيز بن رشيد على الرياض في شهر صفر عام 1321هـ حيث خرج له أهل الرياض خارج السور ووقع بينهم قتال. ودخل عبد الرحمن بن معمر في مواجهة مع فارسين من فرسان ابن رشيد واستطاع التغلب عليهما وقتلهما وأخذ سلاحهما وحصانيهما، ودخل الرياض وأعطاهما للإمام عبد الرحمن الذي أعطاه أحدهما. فركب ذلك الجواد وخرج لمتابعة القتال، وتمكن مع أهل الرياض من إبعاد ابن رشيد، ولكنه أصيب برصاص في قدمه ودخل الرياض ومرض في منزل الأميرة الجوهرة بنت فيصل بن تركي وكان أخوالها آل معمر، ولما قدم الإمام عبدالعزيز الرياض أرسل عبد الرحمن إلى الكويت للعلاج، ثم عاد إلى الرياض بعد شفائه، وشارك عبد الرحمن في الكثير من المواقع والمواجهات بين عبد العزيز وخصومه ولم يتخلف هو وفهد بن معمر عن أي منها، اللهم إلا إذا كان في مهمات أخرى أثناء تلك المواجهات ، وشارك في فتح الأحساء عام 1331هـ، ثم قاد سرية في العقير، وبعد ذلك لحق بفهد في القصيم أثناء إمارته فيها، وكان الملك عبدالعزيز يرسله في كثير من المهمات إلى أمير الكويت، وفي أثناء رجوعه هو ورفاقه من الكويت في إحدى تلك المهمات وأثناء جلوسهم على نار أشعلوها لإعداد القهوة ليلاً إذ بوابل من الرصاص ينهمر عليهم فقتل ثامر القريفه وأصيب علوش بن عبيد القحطاني إصابة خطيرة توفي على إثرها واصابت رصاصة عبد الرحمن في الأصبع الأوسط من يده اليمنى فقطعت أصبعه، وأخذت رواحلهم وهام عبد الرحمن أياماً في الصحراء. ثم وصلت أخبار إلى الإمام عبد العزيز وإلى آل معمر في سدوس مفادها أنه عثر على رفيقيه قتلى ، مما زاد الخوف على مصير عبد الرحمن، وأخذ شاعر من سدوس يسلي أهله ويؤملهم بسلامته بقوله عسى بشيره يطق الباب والناس هجاعيــــــــه وتفتح له الترفة الحـــــوراء تراها سارة العجاحية أما عبد الرحمن فقد وجد ركباً في الصحراء حملوه في طريقهم إلى ابن سويط شيخ الظفير الذي أكرم عبد الرحمن، وأعطاه راحلة ذهب بها إلى الكويت حيث قدم على ابن عمه عبد الرحمن بن عبد العزيز بن معمر وأقام عنده وعالج إصابته وأرسل إلى الإمام عبد العزيز وإلى الأهل في سدوس يطمئنهم ويخبرهم بما حدث، وبعد مدة أرسل له ابن سويط جميع ما فقده هو ورفاقه من رواحل وأمتعة وخلافه، إذ إن عبدالرحمن قد عرف ابن سويط بأوصافها ومعلومات عن الجناة. وبعد عودته من الكويت التحق ومعه ابنه سعود بابن عمه أمير القصيم فهد بن معمر، وبقي معه مدة حتى عام 1336هـ ثم عينه عبد العزيز أميراً لعينين (الجبيل) وشاهدت مراسلات منه أثناء إمارته لها عام 1338هـ ، 1340هـ وفي ذلك العام أرسل الإمام عبد العزيز عبد الرحمن بن معمر مع شيخ الظفير حمود بن سويط للتأمين وجمع الزكاة من قبيلة الظفير بعد أن أعلن شيخها ولاءه لعبد العزيز، وطلب الأمان، وأعطاه عبدالعزيز ذلك، على شرط أن ترد عربانه كل ما نهبت من أهل نجد. وبعد عودته من تلك المهمة عين أميراً لتربة عام 1341هـ ذلك أن الشريف أرسل سرية فهاجمت أهل تربة وهم في المسجد لصلاة الفجر، وقتل عدد منهم وجرح عدد آخر وكان عبد العزيز بن سلمة أميراً لتربة قبل عبدالرحمن وقاضيها الخياط من أهل عنيزة والمطوع ابراهيم السياري، فأرسله الإمام عبد العزيز وطلب منه ضبط البلد وبناء سور حولها، وأرسل معه عدداً من الرجال منهم عبيد بن جميل وأخوه عتيق وهما من أهل سدوس، ومحمد بن نجيفان وأخوه ابراهيم، وعدد من أهل حائل الذين نقلوا للرياض منهم راشد العبد اللّه وسالم الفرج المشهور (بسويلم)، وعلى بن مخيمر، وعدد الذين أرسلوا معه حوالي ثلاثين رجلاً. باشر عبد الرحمن عمله في تربة، وأحكم البلد بسور قوي، وطلب من أخيه عبد اللّه في رنية أن يرسل له عدداً من الرجال لدعم السرية التي لديه ولعدم ثقته في بعض من عنده وخصوصاً الثلاثة المذكورين من أهل حائل وأرسل له ثمانين رجلاً. وكان عبد الرحمن يخرج كل يوم بعدد من رجاله لتفقد أطراف البلد ولممارسة رياضة سباق الخيل، فاتفق الثلاثة راشد وسالم وابن مخيمر على قتله، وأخرجوا سلاحهم وكل ما لديهم ليلاً مع أحدهم وواعدوه خارج البلد، وأخذوا يتسابقون على الخيل شمال البلد في سحق يقال له ريحان مع عبد الرحمن وعند حلول المغرب أخذوا الأسلحة التي مع رفيقهم وأطلقوا النار على الأمير الذي سقط عن صهوة جواده فأخذوا سلاحه وجواده وهربوا إلى الشريف في كلاخ، وعندما سمع أهل البلد بالرمي اتجهوا إلى جهته، وكان أول من وصل إليه ناصر بن سحمي ثم ابنه سعود بن معمر الذي وجد والده يعاني سكرات الموت بعد أن أصابته طلقه واحدة في عينه وخرجت من رأسه فأخبرهم أن الذي أطلق عليه النار هو سويلم يقصد سالم الفرج، ثم غاب عن الوعي فحملوه إلى تربة وأرسلوا إلى أخيه عبد اللّه أمير رنية الذي حضر إلى تربة بسرية ثم أرسل لأبن لؤى في الخرمة وطلب منه إمداده بسرية خوفاً من أن يهاجمه الشريف فأمده بأربعمائة رجل. ![]() ![]() توفى الأمير عبد الرحمن بن معمر بعد العشاء من ذلك اليوم ودفن في تربة رحمه اللّه ، وخلف أربعة أولاد هم سعود وسعد ومشاري ومحمد والأخيرين توفيا شابين بعد وفاة أبيهما رحمهما اللّه. وكان مصير القاتل سويلم أن قتل في العراق، وكذلك راشد العبد اللّه قتل، أما علي بن مخيمر فتم القبض عليه وشاهدت برقيه من الملك سعود لابني الأمير عبد الرحمن سعود وسعد برقم 154 في 13/6/1373هـ يطلب منهما شهوداً لاستكمال محاكمة ابن مخيمر. ![]() ![]() كان عبد الرحمن رحمه اللّه فارساً شجاعاً جريئاً طويل القامة وسيماً حلو المحادثة كريم الأخلاق وتزوج صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن عبد العزيز من ابنته وسمية بنت عبد الرحمن وأنجبت أصحاب السمو الملكي الأمراء فيصل ومنصور وخالد وتركي وعبد العزيز ومحمد وتوفيت رحمها الله بالرياض ليلة الخميس 16/4/1420هـ. |